ابو المجد وحقوق الإنسان وسمك الزينة وحاجات تانية

فور أن ماتت السمكة فى حوض السمك فى حجرتى المظلمة علا صوت هاتفى رقم خاص خشيت أن أرد حين فعلت فى المرة السابقة كان الطرف الأخر مبعوث أحزان ورعب وخوف لكننى وكعادة الإنسان الذى لم يتعلم منذ كان فى كهفه الاول شئ قلت : ألو
هل تتتخيلون من كان معى
ابو المجد .. أه كمال ابو المجد رجل حقوق الإنسان المصرى أبلغنى الرجل إمتعاضة وشجبه وإدانته لمقتل السمكة الصغيرة فى حوضى الصغير بل وأصر على أننى سوف أقدم للمحاكمة بتهمة _ لم يضع لها الطعام ولم يتركها تأكل من خشاش البحر
تعجبت أنا وقلت له أنا أعرف أن مجلس حقوق الإنسان يهتم بالإنسان فقط ويشجب دوما أفعال المعارضة المتوحشة ضد النظام الطيب
فنبهنى الرجل جزاه الله خير الجزاء أن الحكومة إستحدثت قسما جديد لحقوق الحيوان والطيور واسماك الزينة بانواعها الجوبى والتايجر والجولد فقلت له وهل سمك البلطى مشمول بعنايتكم على أساس يعنى يا جماعة الانسان المصرى مضهد هذه الفصيلة ومطلع خياشيم ابوها فقال الرجل ان السيد الرئيس يعشق هذه النوعية فبالتالى لن تشملها عنايتنا إلا فى الطواجن والشوى والتحمير
بدأت يدى فى الإرتعاش وشعرت أن موقفى سئ قانونا وربما تهاجم بيتى الأن قوة من القوات الخاصة مدعومة برجالات أمن الدولة فقلت له : لكن كيف عرفتم بموت السمكة فى حوزتى رغم كونها ماتت منذ لحظات ولم يجف الماء حول جسدها الطاهر بعد
انتفخ فى مقعده (انا مشفتوش عشان مبقاش كداب لكن اكيد هو انتفخ ) وقال : يا بنى مصر بلد الحقوق ومن أجل الحفاظ على الحقوق تعاونا مع شبكات المحمول وأصبحت أجهزة المحمول عين لنا
قلت له وانا سعيدا مبتهجا : جزاكم الله خيرا على جميل ما صنعتم يا أبو المجد وانا تحت امرك معاليك الأن لكن لى طلب صغير
قال لى الرجل الكريم بن الأكرمين رجل الدين والأخلاق وحقوق الإنسان : انت تأمر يا متهم
قلت لها : لى أخ غير شقيق ذهب خلف الأسوار منذ 11 شهر وهو ليس له لا فى التور ولا فى الطحين ولا فى أجولة القمح المسرطن خريج اداب لغة عربية ويبلغ من العمر34 عام ومتزوج ورزقه الله بطفل سوف يبلغ العام حين يبلغ ابوه العام خلف الأسور...
قاطعنى الرجل وقال : إنجز يا روح أمك انا بكلمك موبايل
قالت له : طب اقفل انت وانا هكلم سعادتك
قال لى : لا كمل كلامك وابقى حولى عشرة جنية
قلت له : عيونى سعادتك .. المهم داهمة قوة من رجالات الأمن والقوات الخاصة والقوات المدججة بكل انواع السلاح مع عربة مدرعة داهمت منزلنا فى 29/7/2006 ولم تجد أخى غير الشقيق والشهادة لله هى لم تجد شئ إطلاقا حيث أن أخى خريج الاداب قسم اللغة العربية يعمل فى تخصصه فى مصنع هريسة بمبلغ 200 جنية وهو مبلغ لو تعلمون لا يسمن ولا يغنى من جوع لذلك فشقته شبه فارغة من الأثاث
لكن ما أدهشنى هو ذكاء الضابط المهذب حين وقف فى وسط الشقة وسألنى سؤال بليغ : هو فين الكمبويتر ؟
ابتسمت ابتسامة بلهاء وقلت له : أخوى حضرتك مش لاقى ياكل وزوجته عايشه بقالها فترة عند أهلها اقتصادا فى النفقات واخى يعود من عمله لينام ثم ليذهب للعمل فمن أين يجد الوقت للجلوس على الكمبوتير
بصراحة اقتنع الرجل بكلامى واتصل بالجهاز وقال للرتبة الأعلى : ايوه ياباشا الشقة نظيفة ؟
ثم قال لى اذا عاد اخوكم من عمله رجاء ان يزورنا فى مقرنا
وحين عاد اخى اتصلنا بعمنا وهو لواء سابق ودهش كما دهشنا نحن فنحن يا سيدى دهشنا لأن أخونا ليس له فى التور ولا فى الطحين كما سبق واخبرتك من قبل وبمنتهى الحزم قرر عمى تسليم اخونا للاخوة فى امن الدولة على اعتبار اننا فى السيف سايد وان اخونا ليس له فى.... الله يفتح عليك فعلا ليس له فى التور ولا فى الطحين
ذهبا سويا وهناك قالوا لعمى : تعالى بالليل خده تانى
لكن هذا الليل لم يأتى يا استاذنا ابو المجد.. الشهر القادم سيمر عام كامل على اعتقاله ونحن لا نعرف ما علاقته بالتور وما علاقته بالطحين
قال لى الحاج كمال ابو المجد : لكن اكيد اخوك متطرف
قلت له : هو اللى احنا عرفناه بعد كده ان فيه واحد مشتبه به كان بيتعذب عادى يعنى واثناء التعذيب طلبوا منه اسماء اصدقائه فالرجل قال عدة اسماء وفى اثناء تعذيب الاسماء الجديدة جاءت باسماء اخرى وهكذا حتى وصلوا لاخى وكل علاقة الجميع هى العمل فى معرض للكتاب صاحبة ملتحى وكان يبيع كتاب ممنوع لاحد رجالات القاعدة
قال لى الرجل : طيب ما هى التهمة واضحة اهو واخوك متورط اهو إزاى يصاحب واحد صاحب واحد صديق لواحد صاحبة عنده معرض كتاب ويبيع كتاب ممنوع
قلت له يا سيدى انا لا اتحدث معك لكى تحقق مع من عذبوا وداهموا واعتقلوا وخربوا البيوت حاشا لله
تف من بق سعادتك
انا كل غرضى انى اعتقل معاه فى نفس الزنزانة على الأقل أفهم منه وأعرف هو مخبى الكمبيوتر فين وأستدل منه على علاقته بصاحبه اللى هو صاحب واحد صاحبه كان شغال عند واحد عند معرض كتب
وجزاكم الله خيرا يا دكمال يا باو المجد وباذن الله ربنا ينفخ فى صورتك ونشوفك رئيس مراجيح قد الدنيا

__________________

ملحوظة : جلس أخى طوال 3شهور معصوب العينين فى زنزانة فردية ومن بعدها حوالى 3شهور اخرى مع ثلاثة متهمين فى زنزانة طولها 2*2

مهرجان التعذيب ..شبهات وردود

حلو العنوان حبيت أستخدم اسلوب الإخوان (ده غير اسلوب شلبى سلوفان فى المخوفتية..)على العموم اللى حصل أنى من عدة أشهر وبعد مشاهدة أفلام التعذيب جاء فى خاطرى كتابة مقال ساخر متخيلا أن هناك مهرجان لأفلام التعذيب وتقمصت شخصية ناقد سينمائى وعرضت للأفلام وانتقدت مكوناتها من تصوير لأضاءة لاداء بصورة ساخرة وفى الوقت نفسه ناشدت أختى نسمة أمل أن تصمم لى بانر مع الكلام وهو ما حدث وبعثت لجريدة الدستور لتنشر المقال فرحبوا جدا جدا ووعدوا بالنشر لكنه لم يحدث فقررت نشر المقال هنا وفى حارة زعتر هنا .. وقام موقع لا للتعذيب مشكورا بنشر فكرة المهرجان الساخر

لكن هناك من الصحفيين المفبركتيه (على وزن المخوفتية ) نشروا جزء من المقال دون تدقيق ولا بحث عمن كتب ونسبوا الكلام لموقع لا للتعذيب رغم أنه كلامى موقع ام بى سى لم يكلف خاطر ان يراسلنى ليفهم ماذا يحدث بل نسب الكلام لغيرى وادعى ان هناك فعلا مهرجان حقيقى لافلام التعذيب هكذا دون سؤال أو جواب تابع هنا على الوعى وائل عباس كتب عن هذه الفضيحة ولكنه لم يشر من قريب أو من بعيد عن صاحب الفكرة الأصلى بل قال بعض المدونين..

على العموم لا يعنينى هذا إطلاقا يكفى أن الفكرة وصلت وأن صوت المعذبين يصل لأكبر عدد من الناس

ولعنة الله على الكذابيين والأفاقين وصحفى الزور